الخميس، 4 أغسطس 2016

اباحة التحية بالانحناء والرد على ادلة المحرمين







التحية بالانحناء جائزة مالم تصل الى حد الركوع
اما الحديث الذى يستدل به على التحريم فهو ضعيف وان كان الالبانى صححه بمجموع طرقه ولكنى وقفت على دراسة للباحث ابو حمزة مامون الشامى تفيد بان طرق الحديث كلها واهية لاتصلح لتحسين الحديث بمجموعها واليك بيان ذلك
الحديث له اربع طرق
الطريق الاول
وهو ماجاء فى سنن الترمذي واللفظ له وابن ماجة وأحمد وغيرهم عن أنس بن مالك قال قال رجل يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له قال لا قال أفيلتزمه ويقبله قال لا قال أفيأخذ بيده ويصافحه قال نعم قال أبو عيسى هذا حديث حسن .
وقد رواه عن أنس حنظلة بن عبد الله السدوسي وهو ضعيف منكر الحديث كان قد اختلط.
ضعفه أحمد ويحيى والنسائي وأبي حاتم والقطان وذكر اختلاطه.
وقد أنكر الإمام أحمد عليه هذا الحديث بعينه كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/240):
قال صالح بن احمد بن محمد بن حنبل قال قال أبي كان حنظلة السدوسي ضعيف الحديث يروي عن أنس بن مالك أحاديث مناكير روى أينحنى بعضنا لبعض.
والعقيلي في الضعفاء (1/289):
عن ابن هانئ قال سألت أبا عبد الله بن حنظلة السدوسي فقال حنظلة ومد بها صوته ثم قال ذاك منكر الحديث يحدث بأعاجيب حدث عن أنس قيل يا رسول الله أينحنى بعضنا لبعض.
وكذلك أنكره عبد الحق كما في «أحكامه» حيث قال : حنظلة هذا يروي مناكير ، وهذا الحديث مما أنكر عليه وكان قد اختلط .
الطريق الثانى
أخرجه الضياء في المنتقى (2/87):
من طريق أبي بلال الأشعري عن قيس بن الربيع، عن هشام بن حسان، عن شعيب يعني الحبحاب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (قلنا: يا رسول الله إذا لقى أحدنا أخاه يسجد له؟ قال: لا، قال: فيصافحه؟ قال: نعم).
يقول أبو حمزة مأمون الشامي
وهذا الوجه لا يصلح للاستشهاد:
لأن الحديث محفوظ من رواية حنظلة وقد عده الأئمة من مما تفرد به قال البيهقي في سننه عقبه :
وهذا ينفرد به حنظلة السدوسي ..
ولعل مما يقوي ذلك قصور لفظه عن ماروى حنظلة فقد رواه بلفظ السجود بدل الانحناء وأسقط الالتزام والتقبيل فهذه الطريق مظنة وهم الراوي فيها ولعل العهدة في ذلك على أبي بلال الأشعري فقد ضعفه الدارقطني والحاكم.
وقد اكد الباحث ابو عبد الرحمن الشلالى ضعف هذا الطريق حيث ذكر له علة اخرى وهى مخالفة قيس بن الربيع للفضيل بن عياض حيث أخرج عبد بن حميد في مسنده (1217) قال:
حدثني حسين بن علي الجعفي عن فضيل بن عياض عن هشام (يعني ابن حسان) عن حنظلة السدوسي عن أنس قال: فذكره.
والفضيل بن عياض أوثق وأحفظ من قيس بن الربيع ، فقيس صدوق تغير لما كبر، كما ذكر ذلك الحافظ في التقريب ، أما الفضيل فهو ثقة إمام ، فرجع الحديث لطريق حنظلة فلا يعتبر بطريق قيس بن الربيع لأنها خطأ منه ، فثبت بذلك قول الإمام أحمد وغيره
الطريق الثالث
رواه ابن عدي من طريق كثير بن عبد الله أبو هاشم الأبلى البصرى:
قال البخارى : منكر الحديث .
وقال أبو حاتم : منكر الحديث ، ضعيف الحديث جدا ، شبه المتروك ، بابة زياد بن ميمون
وقال النسائى : متروك وقال مرة منكر الحديث.
وقال الحاكم أبو أحمد.
وقال يحيى بن يحيى : سمعته يروى عن أنس فلم أحدث عنه شيئا .
وقال مرة : ليس حديثه بالقائم .
وقال الحاكم : زعم أنه سمع من أنس و روى عنه أحاديث يشهد القلب أنها موضوعة .
فلا وجه للاعتبار به بحال, وقول الإمام الذهبي :" و ما أرى رواياته
بالمنكرة جدا" قول منكر.
ومثله قول ابن عدي:
"وفي بعض روايته ما ليس بمحفوظ" .
الطريق الرابع
فقد ضعفها الشيخ الألباني رحمه الله ولم يستشهد بها وقد رواها الضياء في " المنتقى " ( 23 / 1 ) من طريق عبد العزيز بن أبان :
تركه البخاري وأحمد وابن المديني وأبي حاتم وكذبه يحيى بن معين
فالخلاصة
طرق الحديث كلها واهية لاتصلح لتقوية بعضها
وعموما المسالة فيها خلاف بين اهل العلم فهناك من ذهب للاباحة وهناك من ذهب للتحريم
يقول الخطيب الشربيني في "مغني المحتاج" : ( يكره حني الظهر مطلقا لكل أحد من الناس , وأما السجود له فحرام ).
قال ابن مفلح من الحنابلة في كتابه "الآداب الشرعية" : (...التحية بانحناء الظهر جائزة ... ولمّا قدم ابن عمر الشام حياه أهل الذمة كذلك فلم ينْهَهم وقال : هذا تعظيم للمسلمين .. ).
ونحو هذا ما نقله النفراوي من المالكيّة في "شرح الرّسالة : الفواكه الدواني" قال : ( وأفتى بعض العلماء بجواز الانحناء إذا لم يصل إلى حد الركوع الشرعي ).



السبت، 19 مارس 2016

بيان ضعف حديث ((ابدلكما بعيد الفطر والاضحى)) الذى يستدل به دائما على تحريم الاحتفال بعيد الام







وهو ماروى عن أنس قال قدم رسول الله صلعم المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما فقال قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما فإن الله قد أبدلكم يومين خيرا منهما يوم الفطر ويوم النحر
يقول العلامة متولى ابراهيم صالح هذا الحديث مداره على حميد بن أبي حميد الطويل ، وهو مدلس معنعن ، رأى أنس بن مالك وسمع منه وروى عنه ما لم يسمع منه .
- وأما دعوى أن ما دلسه عن أنس قد سمعه من ثابت أو ثبته فيه ثابت فلو صحت لما نفعت فكيف وهي لم تصح أصلا ؟ ! ولو صحت فإن ثابتا نفسه مدلس ، فإنه من شيوخ شعبة المدلسين ، فيظل محتملا أن حميدا يسقط من الإسناد اسم ثابت وصيغة سماعه معا ، وقد تكون صيغة سماعه المحذوفة عنعنة وهو مدلس فيكون مدلسا معنعنا ، فالريبة ماثلة إذن في عنعنة حميد المدلس بسبب ثابت المدلس .
- ولا يصنع شيئا قول شعبة : الباقي سمعه من ثابت أو ثبته فيها ثابت ؛ لأنه مرسل ، فشعبة لم يدرك ثابتا ولم ينسب رواية القصة إلى حميد ، ويبعد أن يعرف شعبة هذه القصة نظراً للعنت الذي كان يلاقيه كلما أراد اختبار حميد الذي كان يتعنت في كل مرة يراد اختباره فيها ويحيد في كل مرة عن إجابة شعبة إجابة مستقيمة ، ولا يدرى من الذي أخبر شعبة أن ثابتا ثبته ؟
- ولا يصح عن حماد بن سلمة أن عامة ما دلسه حميد عن أنس قد سمعه من ثابت ؛ لأنها رواية رواها عنه مؤمل بن إسماعيل وهو منكر الحديث وأبو داود الطيالسي وهو مدلس معنعن .
- وأما قول سفيان بن عيينة كان عندنا شويب بصري يقال له درست فقال لي إن حميدا قد اختلط عليه ما سمع من أنس ومن ثابت وقتادة عن أنس إلا شيئا يسيرا فهذا القول من سفيان تصريح بأن الذي اختلط على حميد ليس فقط ما سمعه من أنس ومن ثابت عن أنس بل وأيضا ما سمعه من قتادة عن أنس ، فيظل محتملا أيضا أن حميدا يسقط من الإسناد اسم قتادة وصيغة سماعه معا وقد تكون صيغة سماعه المحذوفة عنعنة وهو مدلس فيكون مدلسا معنعنا فالريبة ماثلة إذن وأيضا في عنعنة حميد المدلس بسبب قتادة المدلس .
ـ وأما رواية واحدة من الروايات الثماني جعلت حميدا مصرحا بالسماع فلو صحت لكانت شذوذا من عفان بن مسلم لمخالفته لجمع الثقات محمد بن إبراهيم بن أبي عدي وسهل بن يوسف المسمعي ويزيد بن هارون وموسى بن إسماعيل وإسماعيل بن جعفر أو إسماعيل بن علية ، فكيف وهذا الرواية لا يصح سندها أصلا إلى عفان ؟ !
ـ ليس في الإسلام إذن نص ينهى أو يأمر ، ولو كان الاحتفال بيوم كل سنة للأم أو لغيرها نسكا أو عبادة لكان ابتداعا في الدين لا يقره الإسلام ، ولكنه شأن دنيوي هو عن التدين والنسك والتعبد بمعزل ، فيكون حكمه إذن في نصاب المباح المسكوت عنه .