الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

بيان ضعف حديث الغناء ينبت النفاق فى القلب الموقوف والمرفوع











الغناء ينبت النفاق فى القلب
روى مرفوعا عن الرسول ورى موقوفا على ابن مسعود وهذا الحديث لايصح لامرفوع ولاموقوف وسنبين ذلك بالتفصيل

اولا الحديث المرفوع عن الرسول
جاء بخمس اسانيد لاسادس  لهما

الاسناد الاول
رواه ابن ابى دنيا فى ذم الملاهى والبيهقى وابوداود من طرق
عن  سلاّم بن مسكين عن شيخ شهد أبا وائل في وليمة فجعلوا يلعبون . يتلعبون يغنون فحلَّ أبو وائل حُبْوته وقال سمعت عبد الله يقول . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . يقول ( إن الغناء ينبت النفاق في القلب ) .
وهذا إسناده ضعيف مداره على الشيخ المجهول ولا يحتج به .


الاسناد الثانى
عن ابن مسعود عن النبى
بلفظ اياكم واستماع الغناء والمعازف فانهما ينبتان النفاق فى القلب كما ينبت الماء البقل
اخرجه ابوالحسن على بن  محمد الحلبى  فى الفوائد واسناده ضعيف جدا
فيه ابراهيم بن حبان متروك
وفيه ابن سنان وهو محمد بن سنان بن سرج منكر الحديث
وفيه يعقوب بن احمد مجهول لم اقف له على ترجمة

الاسناد الثالث
عن جابر بن عبدالله عن النبى بلفظ الغناء ينبت النفاق فى القلب كما ينبت الماء الزرع
رواه البيهقي في شعب الإيمان ( 4 / 279 ) من طريق محمد بن صالح الأشج أنا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي روّاد حدثنا إبراهيم من طهمان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم  بنحوه .
وهذا اسناد ضعيف جدا
فيه محمد بن صالح الاشج قال بن حبان كان يخطىء
وفيه عبد الله بن عبد العزيز وأحاديثه منكرة قاله أبو حاتم وغيره .
وقال ابن الجنيد . لا يُساوي شيئاً يحدّث بأحاديث كذب .

الاسناد الرابع
اخرجه ابو نعيم فى صفة النفاق بلفظ حب الغناء ينبت النفاق فى القلب كما ينبت العشب فى الماء
واخرجه الديلمى فى مسند الفردوس وابن عدى فى الكامل وابن الجوزى فى العلل المتناهية
وفيه عبد الرحمن العمرى متروك الحديث وقد اتفق الحفاظ على تضعيف عبد الرحمن بن عبد الله العُمري .
قال الإمام أحمد رحمه الله . ليس بشيء .
وقال النسائي متروك الحديث
وفيه ابو عبدالله سىء الحفظ
.
الاسناد الخامس
اخرجه الديلمى بلفظ الغناء واللهو ينبتان النفاق فى القلب كما ينبت الماء العشب والذى نفسى بيده ان القران والذكر لينبتان الايمان فى القلب كما ينبت الماء العشب

اخرجه الديلمى من طريق احمد بن عبد الرحمن بن الجارود حدثنا هشام بن عمار حدثنا مسلمة بن على حدثنا عمر مولى غفرة عن انس عن الرسول
وهذا اسناد ضعيف جدا فيه ابن الجارود متهم بالكدب اتهمه الخطيب وغيره وفيه مسلمة بن على متفق على تركه
وفيه عمر مولى غفرة سىء الحفظ والحديث منقطع بينه وبين انس لانه لم يلق انس

فاذا نستنتج مما سبق ان طرق الحديث المرفوع واهية جدا ولاتصلح لان تتقوى ببعضها البعض
ثانيا الحديث الموقوف على ابن مسعود
جاء بثلاث اسانيد لارابع لهما
الاسناد الاول (فيه كلام طويل )
رواه البيهقي في السنن الكبرى ( 10 / 223 ) من طريق غندر عن شعبة عن الحكم عن حماد عن إبراهيم قال قال عبد الله بن مسعود فذكره . ورواه غيره من طرق اخرى عن ابراهيم عن ابن مسعود به  وهذا ضعيف لعلتان
العلة الاولى  الانقطاع بين ابراهيم وعبدالله بن مسعود وبيان ذلك بالتفصيل
ورواته ثقات الا انه يوجد انقطاع بين إبراهيم وعبد الله فقد صح عن الأعمش أنه قال قلت لإبراهيم أسند لي عن ابن مسعود ؟
فقال إبراهيم . إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت وإذا قلت : قال عبد الله فهو عن غير واحد عن عبد الله ) رواه أبو زرعة في تاريخ دمشق وابن سعد في الطبقات
مما يعنى ان هذا الحديث رواه ابراهيم عن اكثر من راو مجهول  عن عبدالله بن مسعود
وهنا مسألة علمية مهمة  هل كلام ابراهيم هذا يدل على صحة مايرويه عن ابن مسعود اذا قال قال ابن مسعود لانه يكون رواه عن اكتر من واحد  من اصحاب عبدالله بن مسعود فقد استدل البعض بذلك على صحة هذا الاثر وهنا نرد عليهم برد العلامة المحدث عبدالله يوسف الجديع حيث رد عليهم من ثلاث وجوه
اولا ان فى اصحاب عبدالله بن مسعود من لايعرف (مجهول الضبط والعدالة ) مثل ابى ماجدة السهمى وحريث بن ظهير وغيرهم فلاندرى ممن اخذ ابراهيم حديثه عن ابن مسعود هل عن هؤلاء المجاهيل ام عن الثقات
ثانيا ان ابراهيم هذا روى عن بعض اصحاب عبدالله بن مسعود مالم يسمعوا منه  (يعنى روى عن اناس من اصحاب بن مسعود لم يسمعوا بن مسعود بل ان حديثهم عن ابن مسعود منقطع) مثل ابنه ابى عبيدة بن عبدالله بن مسعود  فماذا لو كان ابراهيم حمل هذا المرسل عن من هذه اوصافهم
ولاحظ ان قول ابراهيم عن غير واحد قد يقصد به اثنان فقط
وقال الشيخ المعلمي رحمه الله في التنكيل(1/32) تعليقا على رواية ابراهيم عن ابن مسعود
الوجه الثاني : أن إبراهيم ربما دلس . وفي ( معرفة علوم الحديث ) للحاكم ص 108 من طريق (( خلف بن سالكم قال :سمعت عدة من المشايخ أصحابنا تذاكروا كثرة التدليس والمدلسين فأخذنا في تمييز أخبارهم فاشتبه علينا تدليس الحسن بن أبي الحسن وأبراهيم بن يزيد النخعي …… وإبراهيم أيضاً يدخل بينه وبين أصحاب عبد الله مثل هني بن نويرة وسهم بن منجاب وخزامة الطائي وربما دلس عنهم )) .
وقال الشيخ المعلمي رحمه الله في التنكيل(2/142)
و ما روي عنه (1 ) أنه قال : إذا قلت : قال عبد الله ، فهو عن غير واحد عن عبد الله . لا يدفع الانقطاع لاحتمال أن يسمع إبراهيم عن غير واحد ممن لم يلق عبد الله، أو ممن لقيه و ليس بثقة ، ( 2) و احتمال أن يغفل إبراهيم عن قاعدته و احتمال أن تكون قاعدته خاصة بهذا اللفظ (( قال عبد الله )) ، ثم يحكى عن عبد الله بغير هذا اللفظ ما سمعه من واحد ضعيف فلا يتنبه من بعده للفرق ، فيرويه عنه بلفظ (( قال عبد الله )) و لا سيما إذا كان فيمن بعده من هو سيئ الحفظ كحماد . و في ( معرفة علوم الحديث ) للحاكم ص108 من طريق (( خلف بن سالم قال : سمعت عدو من مشايخ أصحابنا تذاكروا كثرة التدليس و المدلسين ، فأخذنا في تمييز أخبارهم ، فأشتبه علينا تدليس الحسن بن أبي الحسن و إبراهيم بن يزيد النخعي … و إبراهيم أيضاً يدخل بينه و بين أصحاب عبد الله مثل هني بن نويرة ، و سهم بن منجاب ، و خزامة الطائي ، و ربنا دلس عنهم ))
يقول العلامة السورى محمد الامين فيستفاد  من كلام المعلمى ثلاثة إحتمالات:

1- لأنه قد يكون قد أخذ هذا من واحد لم يلق عبد الله، وإبراهيم يظن صحة اللقيا

2- لأنه قد يكون غير ثقة، أو مجهولاً. ومن غير المستبعد أن تكون الرواية عن ضعيفين اشتركا في سماعها وروايتها فاختلطت عليهما

3- وقد يغفل إبراهيم عن قاعدته أو يكون قوله مخصوصا بما حدث بها الأعمش الذي طلب الإسناد

4- وقد تكون قاعدته خاصة بهذا اللفظ (( قال عبد الله )) ، ثم يحكى عن عبد الله بغير هذا اللفظ ما سمعه من واحد ضعيف فلا يتنبه من بعده للفرق ، فيرويه عنه بلفظ (( قال عبد الله )) و لا سيما إذا كان فيمن بعده من هو سيئ الحفظ كحماد .
وقال الذهبي في الميزان (1/75) (استقر الأمر على أن إبراهيم حجة، وأنه إذا أرسل عن ابن مسعود وغيره فليس ذلك بحجة) انتهى.

تنبيه احتج من صحح روايه ابراهيم اذا قال قال ابن مسعود  برواية ابن سعد من طريق أبي القطن عن شعبة عن الأعمش
أخرجه ابن سعد في (( الطبقات )) ( 6 / 190 ) : أخبرنا عمروا بن الهيثم أبو قطن قال : حدثنا شعبة عن الأعمش قال : قلت : لإبراهيم : إذا حدثتني عن عبد الله فأسند ، قال : إذا قلت : قال عبد الله ، فقد سمعته من غير واحد من أصحابه ، و إذا قلت : حدثني فلان ، فحدثني فلان ))
قالوا تعقيبا عليها ان قول ابراهيم  (( من غير واحد من اصحابه)) دليل على انه يستحيل ان يروى عن من لم يسمع من بن مسعود
ويرد عليهم (بكلام العلامة السورى محمد الامين)  بان نفس هذا الرواية عن ابراهيم أسندها كذلك سعيد بن عامر عن شعبة عن سليمان الأعمش عن إبراهيم بدون قوله (( من أصحابه )). بل قال فهو عن غير واحد عن عبدالله بدون لفظ اصحابه  وكذلك رواها وهب أو بشر بن عمر عن شعبة عن الأعمش. والقصة واحدة. وليست رواية ابن سعد بأولى من الرواية المشهورة، بل هي دونها. فهذه الزيادة شاذة، لان الرواية الاولى التى بها لفظ اصحابه تفرد بها الهيثم ابو قطن عن شعبة وخالفه اثنان وهما سعيد بن عامر وبشر بن عمر لم يذكروا لفظ  اصحابه   ويقول العلامة محمد الامين السورى ولو فرضنا جدلاً صحة تلك الزيادة الشاذة، فهناك ثلاثة إحتمالات توهّن تلك الرواية:

1- لأن إبراهيم قد يكون قد أخذ هذا من واحد لم يلق عبد الله، وإبراهيم يظن صحة اللقيا. فهذه قضية شبيهة بقول الشافعي: حدثني الثقة.

2- او انه  قد يكون غير ثقة، أو مجهولاً. ومن غير المستبعد أن تكون الرواية عن ضعيفين اشتركا في سماعها وروايتها فاختلطت عليهما. وليس كل أصحاب ابن مسعود الغير مشاهير ثقات.

3- وقد يغفل إبراهيم عن قاعدته! أو يكون قوله مخصوصا بما حدث بها الأعمش الذي طلب الإسناد.

4- وقد تكون قاعدته خاصة بهذا اللفظ (( قال عبد الله )) ، ثم يحكى عن عبد الله بغير هذا اللفظ ما سمعه من واحد ضعيف فلا يتنبه من بعده للفرق ، فيرويه عنه بلفظ (( قال عبد الله )) و لا سيما إذا كان فيمن بعده من هو سيئ الحفظ كحماد . ظ اصحابه فتكون لفظ اصحابه شاذة
منقول من تحقيق للعلامة المحدث محمد الامين
حتى ان الشيخ ابو اسحاق حكم عليها بالانقطاع  لما  روي عن ابن مسعود أنه أنكر كون الفاتحة من القرآن الكريم فقد روى الأعمش ، عن إبراهيم قال :« قيل لعبد الله بن مسعود : لِمَ لمْ تكتب فاتحة الكتاب في مصحفك ؟ فقال : لو كتبتها لكتبتها مع كل سورة »
ذكر هذه الرواية القرطبي ( 1 / 81 ) ، وابن كثير ( 1 / 10 ) ، في تفسيريهما .
قال الشيخ أبو إسحاق الحويني في تحقيقه لابن كثير : « وفي سنده انقطاع ؛ فإن إبراهيم النخعي ،لم يدرك ابن مسعود » .

العلة الثانية لتضعيف الاسناد
يقول العلامة عبدالله بن يوسف الجديع
ان ابراهيم كان يحدث بنفس الحديث السابق تارة فيقول كانوا يقولون ان الغناء ينبت النفاق فى القلب فلو كان  ابراهيم على ثقة  انه من كلام ابن مسعود لما كان رواه بهذه الصيغة احيانا وهذه الروايات التى قال فيها كانوا يقولون اخرجها ابن ابى الدنيا رقم 36 و37 من وجهين عنه احدهما صحيح والثانى صالح



الاسناد الثانى
اخرجه ابن ابى الدنيا ومن طريقه البيهقى قال حدثنا على بن الجعد قال اخبرنا بن طلحة عن سعيد بن كعب المرادى عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به

وهذا اسناد ضعيف لعلتان  الاولى ان رواية محمد بن عبد الرحمن عن ابن مسعود منقطعة لانه لم يدركه كما قرر علماء الرجاال
الثانية ان سعيد بن كعب مجهول ذكره ابن ابى حاتم فى الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرح ولاتعديل


الاسناد الثالث
اخرجه ابن ابى الدنيا من طريق ليث عن طلحة بن مصرف قال قال عبدالله الغناء ينبت النفاق فى القلب
وهذا اسناد ساقط لعلتان الاولى انه منقطع بين طلحة بن مصرف وعبدالله بن مسعود لان طلحة بن مصرف لم يدرك عبدالله بن مسعود
الثانية ان ليث هذا هو ليث بن ابى سليم  وهو ضعيف مضطرب الحديث

مماسبق نجد ان اسانيده واهية لاتصلح ان يتقوى بعضها ببعض لان الضعف بها شديد


الرد على حديث الغناء ينبت النفاق فى القلب وبيان ضعفه موقوفا ومرفوعا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق