الخميس، 4 سبتمبر 2014

بيان ضعف حديث من تشبه بقوم فهو منهم












حديث ابن عمر
أخرج الإمام أحمد في «مسنده» (5114، 5115، 5667)، وأبوداود في «سننه» (4031)، وابن أبي شيبة (4/575)، وعبد بن حميد في «مسنده» (848)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1199)، والطبراني في «مسند الشَّاميِّين» (216)، والطَّحاوي في «مشكل الآثار» (1/125)، وابن عبد البر في «التمهيد» (11/76)، وتمام في «فوائده» (770)، وابن الأعرابي في «معجمه» (1137)، والدينوري في «المجالسة» (147) من طُرُقٍ عن أَبي النَّضْرِ، حدَّثنا عَبدُ الرَّحمنِ بنُ ثَابِتٍ، حدَّثنا حسَّانُ بن عَطِيَّةَ عن أبي مُنِيبٍ الجُرَشِيِّ عن ابنِ عمرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي؛ وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ».
وهذا الاسناد ضعيف لعلتان الاولى ضعف عبد الرحمن بن ثوبان والثانية جهالة ابى منيب الجرشى فلم يوثقه الا العجلى وهو متساهل وابن حجر والذهبى وهم من المتاخرين يوثقون تبعا لمن قبلهم فلايعتد بتوثيقهم مالم يوافقوا احد من السلف ولم يوافقوا الا العجلى وهو متساهل فى التوثيق
العجلي قريب من ابن حبان في توثيق المجاهيل من القدماء. وقد ذكر ابن الوزير اليماني (ت840هـ) في "العواصم والقواصم" (8|27) أنه يوثق الصدوق في روايته بغض النظر عن حاله في دينه. قال المعلمي اليماني في "الأنوار الكاشفة" (ص68): «توثيق العِجْلي –وجدته بالاستقراء– كتوثيق ابن حبان تماماً أو أوسع». والمعلمي من أهل الاستقراء. وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (7|633): «فالعجلي معروفٌ بالتساهل في التوثيق كابن حبان تماماً. فتوثيقه مردودٌ إذا خالف أقوال الأئمة الموثوق بنقدهم وجرحهم». وقال في فقال في "تمام المنة": «توثيق العجلي في منزلة توثيق ابن حبان». قال الشيخ السعد ما مختصره: «لا يخفى أن ابن حبان عنده أن الثقة الذي لم يُجرح. والعجلي قريب مذهبه من مذهب ابن حبان، وأنه يتوسع في توثيق ‏المجاهيل وبالذات إذا كانوا من طبقة كبار التابعين وطبقة التابعين... وإذا تتبع الإنسان كلام العجلي: لو تتبع مئتين راوي أو ‏ثلاثمئة راوي ممن ذكرهم العجلي في كتابه "الثقات" وحكم بتوثيقهم العجلي... سوف تجد هذا ظاهراً. ولذلك نص المعلمي على هذا. والعجلي لا شك أنه من كبار أهل العلم والفضل، لكن فيما يتعلق بتوثيق المجاهيل هو هذا الشيء يسلكه، نعم، ‏ويتوسع فيه. وكذلك أيضا يتساهل ببعض الضعفاء فيوثقهم أيضاً. كما أنه أحياناً قد يكون الشخص لا يصل إلى درجة أن يقال عنه "ثقة ثبت" أو "ثقة"، يصل إلى ‏درجة "الصدوق" أو "الثقة الذي له أوهام"، فيقول عنه مثلاً: "ثقة" أو "ثقة ثبت"، وما شابه ذلك. فهو عنده شيء من التساهل في هذا». ولا ريب أن المعلمي والألباني والسعد والوادعي من ذوي الاطلاع الواسع، فشهادتهم في الاستقراء معتبرة.
وأذكر كلاما لشيخنا المحدث أبي إسحاق الحويني في أثناء شرحه لمتن الموقظة في الدرس الرابع ، لما سئل عن المتشددين وأشهر من وصف بالتشدد :
فأجاب ، بما نصه :
المتشددون كالنسائي ، كأبي حاتم ، . . . - إلى أن قال : - . . . والمتساهلون كابن سعد ، كابن حبان ، كالعجلي ، . . . اهـ .
قال الشيخ أبو إسحاق الحويني :
الثاني : أن العجلي متساهل في التوثيق .
النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة 1 / 51 .
وقال :
فتعقبه الذهبي بقوله : قلت : وجرحه عامتهم .
وما وثقه سوى العجلي - فيما أعلم - وهو متساهل .
النافلة 1 / 66 .


ولم ينفرد عبدالرحمن بن ثوبان به بل تابعه الأوزاعيُّ، أخرجه الطَّحاوي في «شرح مشكل الآثار» (1/213)، وأحمد بن حذلم في «حديث الأوزاعي» (30).عن ابى امة عن محمد بن وهب عن الوليد بن مسلم بنفس الاسناد من فوق عبدالرحمن بن ثوبان
وفيه ابى امة ضعيف وفيه الوليد بن مسلم مدلس وقدعنعن فى باقى السند وهو مدلس تدليس تسوية فيجب ان يصرح بالسماع فى كل السند وفيه نفس علة الاسناد السابق وهو ابى منيب الجرشى مجهول

ثمَّ خالفَهُما صَدَقة بن عبد الله، فرواه عنِ الأوزاعِيِّ، عن يحيى بنِ أبِي كثِيرٍ، عن أبِي سلمة، عن أبِي هُريرة، عنِ النّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم به.

أخرجه البزَّار في «مسنده» ـ كما في «نصب الرَّاية» (4/403) ـ، والهرويُّ في «ذمِّ الكلام» (465)، والذَّهبي في «سير النُّبلاء» (16/242)، من طريق عمرو بن أبِي سلمة، عن صدقة بنِ عَبدِ الله نحوه.

قلت: هذا الإسناد منكر؛ لأنّ صَدَقة بن عبد الله السَّمِين هو من علماء دمشق في زمانه إلاَّ أنَّه ضعيف؛ وقال البزَّار: «لم يُتابع صَدقة على روايته هذه، وغَيرُه يرويه عن الأوزاعي مرسَلا».

لذا قال دُحَيم كما نقل عنه أبو حاتم الرَّازي: «هذا الحدِيثُ ليس بِشيءٍ، الحدِيثُ حدِيثُ الأوزاعِي، عن سعِيد بنِ جبلة، عن طاوُسٍ، عنِ النّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم »(1).
حيث رواه عيسي بن يونس عن الاوزاعى وكذلك ابن المبارك عن الاوزاعى كلاهما عن الاوزاعى عن سعيد بن جبلة عن طاووس مرسلا
فيه سعيد بن جبلة ضعيف كما ان الحديث مرسل

وروي هذا الحديث عن غير ابن عمر، فروي عن حذيفة بن اليمان، وعن أنس بن مالك، وجاء مرسلا عن طاوس وعن الحسن البصري؛ فإليكها بتفصيل:

ـ حديث حذيفة بن اليمان:

أخرجه الطَّبراني في «الأوسط» (8327)، والبزَّار في «مسنده»  (2966) من طريق ثنا محمَّد ابن مرزوق، نا عبد العزيز بن الخطَّاب، ثنا علي ابن غراب، عن هشام بن حسان، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن أبيه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ».

قال الطَّبراني: «لم يروِ هذا الحديث عن هشام ابن حسان إلاَّ علي بن غراب، ولا عن علي إلاَّ عبد العزيز، تفرَّد به محمَّد بن مرزوق».

قال البزَّار: «وَهَذَا الحَدِيثُ لا نَعلَمُهُ يُرْوَى عن حُذيفَةَ مُسنَدًا إلاَّ من هَذَا الوَجهِ، وقد رَوَاهُ غيرُ عليِّ بن غُرَابٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ مَوْقُوفًا».

قال الهيثمي في «مجمع الزَّوائد»: «رواه الطَّبراني في «الأوسط» وفيه علي بن غراب، وقد وثَّقه غيرُ واحدٍ وضعَّفه بعضهم، وبقيَّة رجاله ثقات».

وعليُّ بن غراب، الظَّاهر من حاله على تشيُّعه فهو صدوق سىء الحفظ يمكن الاعتبار بحديثه، إلا أنّه يدلِّس، فليس من السَّهل قَبول تفرُّده؛ بله إذا خولف كما أشار إلى ذلك البزار آنفا. كما ان محمد بن مرزوق ضعيف
قلت: وقد وَرد مُسنَدًا من وجهٍ آخر عن حذيفة رضي الله عنه، ففي «مسند الشَّاميِّين» للطَّبراني (1862): حدَّثنا عمرو بن إسحاق، ثنا أبي ثنا عمرو ابن الحارث، ثنا عبد الله بن سالم عن الزّبيدي، ثنا نمير ابن أوس أنَّ حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان يردُّه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَإنَّهُ مِنْهُمْ».

الزّبيدي هو محمَّد بن الوليد شاميٌّ ثِقةٌ ثَبْتٌ.

قلتُ: وهذا إسناد حمصي شامي ضعيف جدًّا، وآفته والد شيخ الطَّبراني إسحاق بن إبراهيم ابن العلاء الزّبيدي المعروف بابن زِبْرِيق، قال عنه الحافظ في «التقريب»: «صدوق يهم كثيرا، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب»(3)، فلعل هذا الحديث من أوهامه، فإنَّه تفرَّد به ولم يتابع.

وعلَّةٌ أخرى أنَّ أوس بن نمير عن حذيفة مرسل.
وفيه عمرو بن الحارث مجهول لم يوثقه الا المتاخرين وليس لهم سلف فى ذلك
ورواه
ـ حديث أنس بن مالك:

أخرجه أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (1/165)، والهروي في «ذمِّ الكلام» (466).

من طريق الحجَّاج بن يوسف بن قتيبة ثنا بشر ابن الحسين الأصبهاني، ثنا الزّبير بن عدي عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم؛ فذكره.

قلت: وهذا إسناد واه جدًّا لأجل بشر ابن الحسين له نسخة عن الزّبير بن عدي؛ قال البخاري: «فيه نظر»، وقال الدارقطني: «متروك»، وقال ابن عدي: «عامة حديثه ليس بمحفوظ»، وقال أبو حاتم: «يكذب على الزبير».

وقد صدق ابن حبان لما قال عنه: «لا يُنظر في شيء رواه عن الزّبير إلاَّ على جهة التَّعجُّب».
ـ وجاء مرسلاً عن طاوس:

أخرجه عبد الله بن المبارك في «الجهاد» (105)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (4/581) (7/638)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (390)

من طُرق عن الأوزاعي عن سعيد بن جَبَلة، قال: حدثني طاوس، قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم ؛ فذكره.

وسعيد بن جَبلة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. كما سبق فى الكلام على حديث ابن عمر

ـ وجاء مرسلا عن الحسن البصري:

أخرجه سعيد بن منصور في «سننه» (2370) قال: نا إسماعيل بن عياش، عن أبي عمير الصوري، عن الحسن، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، قال الحافظ: «كانوا لا يعتمدون مراسيل الحسن؛ لأنَّه كان يأخذ عن كلِّ أحد»، قال الإمام أحمد: «ليس في المرسلات شيءٌ أضعف من مرسلات الحسن».

وفيه اسماعيل بن عياش ضعيف فى غير بلده وفيه ابو عمير مجهول
ـ وقد ورد لفظ هذا الحديث عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه موقوفا عنه:

أخرجه عبد الرَّزَّاق في «المصنَّف» (20986) عن معمر عن قتادة: أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى رجلا قد حلَقَ قَفاه ولبس حريرًا، فقال: «مَنْ تَشَبَّه بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ».

قلت: قتادة لم يدرك عمر بن الخطاب، فالإسناد منقطع؛ كما ان معمر سىء الحفظ فى حديث قتادة 

ولينظر هنا ايضا  الشيخ العدوى يقر تضعيف الحديث من تشبه بقوم فهو منهم

 https://www.youtube.com/watch?v=wTd-8vPrcUQ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق